خلية أزمة لتحرير طيار أردني أسره داعش

شكلت الحكومة الأردنية أمس، غرفة عمليات سياسية وعسكرية وأمنية لتحرير طيار مقاتلة أردنية كان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أعلن إسقاطها بصاروخ حراري في شمال شرقي سورية. وهذه أول عملية من نوعها ضد طائرات التحالف الدولي- العربي منذ بدء غاراته على مواقع التنظيم في سورية في سبتمبر الماضي. وقال مسؤول أردني رفيع المستوى ، إن غرفة العمليات مهمتها رصد كل المعلومات عن الطيار الأردني، بهدف تحريره. وكانت القوات المسلحة الأردنية أصدرت بياناً جاء فيه: أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرقة (شمال شرقي سورية) صباحاً (أمس)، سقطت إحدى طائراتنا وأُخِذ الطيار معاذ صافي الكساسبة رهينة من قبل التنظيم الإرهابي. وقال صافي الكساسبة، والد معاذ ، إنه تلقى اتصالاً من قائد سلاح الجو الأردني يؤكد أسر ولده، و يشدد على أن الدولة الأردنية بكل أجهزتها تبذل محاولات حثيثة لإطلاقه. وأضاف: علمنا أن طائرته أُسقِطت بصاروخ حراري، وأنه موجود الآن في منزل للتنظيم في إحدى قرى الرقة، وأن طائرات التحالف استطاعت معرفة مكانه من خلال تسيير طائرات استطلاع. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن داعش أسقط مقاتلة للتحالف قرب مدينة الرقة، وأعلن التنظيم أنه أسر طيارها الأردني، ثم أشار إلى أن عناصر من داعش تمكنوا من إسقاط الطائرة عبر استهدافها بصاروخ مضاد للطيران. في الرقة، قال الناشط نائل مصطفى لوكالة فرانس برسإن خلافاً نشب بين قياديي داعش حيال مصير الطيار، مشيراً إلى أن مجموعة الشيشان تريد قتله، بينما يود العراقيون أن يبقى حياً. واعلن التنظيم عبر الإنترنت أنه استخدم صاروخاً حرارياً لإسقاط الطائرة التي يرجّح وفق الصور المنشورة على مواقع لمتطرفين، أن تكون من نوع (أف- 16)، الأمر الذي أكده مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـفرانس برس.

الصراع الخفي السعودي – الإيراني بسلاح النفط

في بدايات شهر جوان عام 2011، حين قال الأمير تركي في حديث موجّه لجمهوره المؤلف من مجموعة من كبار الشخصيات الأمريكية والبريطانية الرسمية السابقة، في واحدة من القواعد العسكرية لحلف الناتو، محذّراً فيه إيران من انتهاز فرصة الاضطرابات الإقليمية، الناجمة عن الربيع العربي، حيث أشارت صحيفة الغارديان إلى مضمون هذا الخطاب، من خلال القول بأنه من الممكن استنزاف الاقتصاد الإيراني، من خلال تخفيض عائداتها من النفط، وهي مسألة يستطيع السعوديون إدارتها بكفاءة. فهم السعوديون أيضاً، أن أفضل توقيت لتحطيم أسواق النفط، حين تكون الأسعار سريعة التأثر، وتكون متطلبات الزبون هي تخفيض الأسعار. ففي مطلع شهر اكتوبر، وبعد أن قامت السعودية مؤخراً بإطلاق حملة إغراق الأسواق بالنفط، قبل عدة أشهر، كتب السيد عبيد مقالة في رويترز، بأن قرار حكومته بتخفيض أسعار النفط سيكون له تأثير بالغ على الوضع السياسي في منطقة الشرق الأوسط،؛ ستواجه إيران ضغطاً اقتصادياً ومالياً، أثناء محاولاتها لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، الذي أنهك تماماً بفعل القرارات الدولية. في التوقيت ذاته، كان السعوديون في غاية السعادة لمشاهدة أسعار الخبز، وهي ترتفع بنسبة 30% في طهران (الخبز يشكل المصدر الغذائي الرئيس لدى الإيرانيين، وأسعار الخبز تشكّل مؤشراً حقيقياً على الوضع الاقتصادي في إيران). في نفس شهر اكتوبر، قال وزير النفط السعودي بأن بلاده ستستمر في ضخ 9.6 مليون برميل يومياً، بغض النظر عن حاجة أسواق النفط. من جانبهم، أظهر الإيرانيون حالة تحفز، إن لم نقل حالة هلع، حيث أنه وبدون أن يقوم بتسمية أي أسماء – المسألة لم تكن تتطلّب ذلك – شجب الرئيس حسن روحاني، السلوكيات الغادرة، التي تقوم بها واحدة من كبريات الدول النفطية، والتي يعود سلوكها هذا إلى دوافع سياسية، ما يدلّ على مؤامرة تهدّد مصالح المنطقة…..إيران وشعوب المنطقة لن تنسى هذا النوع من المؤامرات. وقبلها بيوم، وصف نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانكيري ، القفزة الكبيرة في أسعار النفط بأنها مكيدة سياسية….وليست نتيجة عرض وطلب. تتركّز آمال الرياض الحقيقية ، فيما لو كان للتاريخ أية دلالات، أنّ زيادة حجم الإنتاج، سترغم حكومة روحاني على السير في إجراءات ميزانية تقشفية، والتي ستؤدّي بشكلٍ أساسي إلى قلقلة الوضع الاجتماعي، وتدفع بالناس من جديد إلى التظاهر في الشوارع. فيما لو حدث ذلك، صحيح أنها قد لا تؤدي إلى حدث بحجم ضياع السلطة من يد الشاه، ولكنها ستعزز ثقة السعوديين بالنفط، كسلاح فعّال في معركة الهيمنة على الشرق الأوسط. وبدوره سيستكمل إغراق السوق بالنفط دوره المتكرّر، والأكثر خطورة، في كلا الاتجاهين..أسواق النفط، وسياسات المنطقة.