الاباء المهاجرون في فرنسا يعترفون بأخطائهم الكثيرة

ساحة كيوتيير كبرييل بيري بمدينة ليون

ساحة كيوتيير كبرييل بيري بمدينة ليون

ساحة كيوتيير كبرييل بيري بمدينة ليون

ساحة كيوتيير كبرييل بيري بمدينة ليون

الاباء المهاجرون في فرنسا يعترفون بأخطائهم الكثيرة
قال اثنان من الاباء المهاجرون :إذا كان على الجيل الجديد من المهاجرين تجنب الوقوع في الاخطاء نفسها فإنه من الضروري محاسبة النفس. هذا ماقاله المهاجر “مصطفى” البالغ من العمر 58 عاما و “عبد الرحيم” البالغ من العمر 55 عاما عند لقائهما بساحة
GUILLOTIERE – Gabriel Péri، “كيوتيير – كابرييل بيري” او كما يحلو تسميتها أبناء الجالية العربية ب “بلاس دوبون” place du pontفي الدائرة الثالثة، الواقعة في مدينة ليون الفرنسية، لاعداد هذا التقرير عن المهاجرين. الرجلان كانا صديقين في الجزائر منذ الطفولة وهاجرا معا الى فرنسا حيث يعمل السيد “عبد الرحيم ” سائق شاحنة بينما توقف صديقه “مصطفى” عن العمل بسبب اصابته بمرض السكري. ويقول السيد “عبد الرحيم” عن الاسباب التي دعت عدد كبير من الاباء والامهات المهاجرات للاعتماد على المساعدات الاجتماعية من الحكومة وتراجع المستوى التعليمي لأبنائهم في المدارس الحكومية وانغماس البعض في عالم الجريمة أن الاباء المهاجرون (ارتكبوا الكثير من الاخطاء منذ اللحظة الاولى التي وصلوا فيها الى فرنسا) وان هناك (جيل من الاباء الجدد الذين لم يرتقوا الى مستوى المسؤولية ولكن في المقابل هناك طبقة وسطى من المهاجرين آخذة في التشكل ولديها تعليم افضل ووظائف أفضل وتتكلم اللغة بشكل افضل وإذا كانت لا تريد تكرار أخطاء الجيل الذي سبقها فإن الوقت حان للمراجعة الذاتية وإلا فإن الجيل الثاني سيتحول الى خاسر) ويتابع القول (ان هناك العديد من الاباء ممن فشلوا عندما يتعلق الامر بالتنشئة ومازالوا يفشلون لغاية اليوم لأن هناك عائلات منحت أبنائها الذكور الحرية المطلقة وحرمت فتياتها من الحرية ولهذا السبب ترى الفتيات أصبحن طبيبات والذكور يبيعون المخدرات بين زوايا احياء الضواحي) وأضاف قائلا (الاباء تخلوا عن أبنائهم الذكور وكانوا يعتقدون أنهم سيستطيعون الاعتماد على أنفسهم) وأضاف (نحن الاباء والامهات يجب علينا ان نأخذ مزيد من المسؤولية في المجتمع والتعاون مع مختلف الجهات الفاعلة في المجتمع وأن على المجتمع اعتبار الابناء ابناءه لنتمكن من خلق مجتمع اكثر تماسكا). ويعتقد كل من السيد “عبد الرحيم” والسيد “مصطفى” أنه لا بد من العودة الى الى الوراء أي الى مداشر و المناطق المعزولة في الجزائر للعثور على جذور المشاكل الاجتماعية التي ينضال المهاجرون للتخلص منها إذ يقول السيد “عبد الرحيم” ان العديد من الجزائريين الذين عاشوا بهذه المناطق في الجزائر كانوا من الاميين والعاطلين عن العمل وممن تأثروا كثيرا بالثورة التحريرية أي بمعنى انهم ينتمون لمجموعة مهمشة بينما سافر الاثرياء من العاصمة الجزائرية و المدن الجزائرية الكبرى وحصلوا على عمل فورا هناك. اما الطبقة المتدنية فالمحظوظين منهم هاجروا الى اوروبا للعمل غير ان القسم الأكبر منهم ، وجدوا انفسهم مرة أخرى في خانة البطالة وأبنائهم يعتمدون على المساعدات الاجتماعية من الحكومة ولم يتلقوا التعليم الجيد أو دخلوا عالم الجريمة. السيد “عبد الرحيم” يقول إن الاسباب التي دعت العديد من الجزائريين لعدم استغلال ما تقدمه فرنسا من تعليم مجاني والفرص المتاحة في المجتمع هي أن الكثيرين من الذين وصلوا الى فرنسا لم تكن لديهم خطة لحياتهم الجديدة في فرنسا وأن العديد منهم كان يعتقد بأنه سيعود في وقت قريب الى الوطن كما ان وضعهم التعليمي لم يسمح لهم بدخول سوق العمل مما زاد من اغترابهم ويقول السيد عبد الرحيم بأن هناك بعض الأشخاص ممن كانوا يعانون من صدمات بعد العشرية الحمراء وغير قادرين على دخول سوق العمل وكان من الضروري أن يتلقوا المساعدات الاجتماعية وأن هناك جماعات لم تبذل الجهد الكافي للحصول على موطئ قدم في سوق العمل وبالتالي اعتمدوا بشكل كلي على المساعدات الاجتماعية التي هي شيء جديد بالنسبة لهم حال اللغة والثقافة الفرنسية والمجتمع الفرنسي التي يشعر المهاجرين بالخوف منها كونها جديدة عليهم وهو ما تسبب في ارتكاب أخطاء حيث الاهل لم يقبلوا على سبيل المثال ارسال بناتهم الى المعسكرات الصيفية و لا حضور أبنائهم لبعض الدروس أو حتى المشاركة في حفلات أعياد الميلاد أو السباحة المختلطة في المدارس وهناك في المقابل خوف الفرنسيين من المهاجرين وما حملوه معهم من عادات وتقاليد.ويقول السيد عبد الرحيم أن العديد من الآباء يلتمسون الشرعية لفشلهم في الدين وأنهم لم يجدوا سوى الدين كذريعة لرفض المجتمع وكل ما هو جديد ويضيف قائلا إن الأبناء الذين كبروا وهم يجدون البلدية تنفق على الاسرة بدلا من الاب فسدت علاقتهم مع آبائهم وفقدوا الاحترام لآبائهم وفقدوا الثقة بأنهم قادرون على توجيههم أخلاقيا خاصة وأن الآباء والامهات فشلوا في المشاركة في حياة أبنائهم لعدم معرفتهم بالأعراف الاجتماعية في المجتمع الجديد.يأمل كل من السيد مصطفى والسيد عبد الرحيم أن يتعلم الجيل الجديد من أخطاء جيل الآباء وأن يتلقوا التعليم الكافي لدخول سوق العمل بدلا من تلقي المساعدات الاجتماعية من الدولة وينصحون المهاجرين بترك التجمعات السكنية “الغيتو” والانخراط في المجتمع واستغلال الفرص المتاحة من تعليم وتدريب وتوظيف لدعم دولة الرفاه التي تمنح الامن للجميع.