روسيا تدعم ايران بصواريخ اس-300

يقول كارون ديميرجيان، الصحفي في جريدة الوشنطن بوست :
على الرغم من معارضة واشنطن واحتمال تغير التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط، قررت إيران الاثنين الماضي العودة للاتفاق الذي يتعين عليها بموجبه ارسال نظام دفاع جوي لإيران. ومن الواضح ان قرار الرئيس فلاديمير بوتين رفع القيود المفروضة منذ خمس سنوات على هذا الاتفاق الذي يقضي بارسال صواريخ أرض –جو من نوع : اس -300، يشير الى حدوث تغيير جوهري في سياسة موسكو عقب اتفاق اطار العمل الذي تم التوصل اليه هذا الشهر وينص على تحديد برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الدولية. والحقيقة ان قرار انهاء تجميد اتفاق الصواريخ هذا كان لابد ان يثير قلقا عميقا في واشنطن. فقد صرح سكرتير البيت الأبيض جورج ايرنست قائلا: أعتقد ان من الضروري القول ان الروس يدركون ان الولايات المتحدة تنظر باهتمام بالغ لسلامة وأمن حلفائها في المنطقة. وبدوره، هاتف وزير الخارجية الأمريكية جون كيري نظيره الروسي سيرجي لافرورف للاحتجاج على المضي في هذا الاتفاق مع إيران. وحدث هذا على الرغم من زعم وزارة الخارجية الأمريكية ان الخطوة الروسية هذه لن تؤثر في المفاوضات الخاصة بلجم طموحات إيران النووية. فقد قالت ماري هارف المتحدثة باسم البيت الأبيض: اننا نرى هذا الاتفاق منفصلا عن المفاوضات ولا نعتقد أنه سيؤثر في موقفنا الموحد.لكن لابد من الاشارة هنا الى ان أنظمة صواريخ اس-300 من شأنها ان تعزز أمن إيران لدرجة كبيرة لأن مداها البالغ 125 ميلا سوف يوفر لطهران دفاعا فعالا ضد أي هجوم جوي.

ضربات جوية اسرائيلية

لهذا أثار رئيس الحكومة الاسرائيلية بينيامين نتنياهو، الذي انتقد بقسوة مسودة الاتفاق النووي الدولي مع إيران، احتمال القيام بضربات جوية لتدمير أو اعاقة برنامجها النووي. كما أعلن وزير الاستخبارات الاسرائيلية يوفال ستاينيدز ان قرار روسيا تسليم أنظمة صواريخ لإيران هو نتيجة مباشرة للشرعية التي كسبتها من اطار الاتفاق النووي. وهذا يعني ان السماح لإيران تسليح نفسها بأسلحة متقدمة لن يؤدي سوى فقط لزيادة عدوانها. وأضاف ستاينيدز: وهذا يؤكد ان طهران سوف تستغل الزخم الاقتصادي الذي سيتوفر لها بعد رفع العقوبات لتسليح نفسها أكثر بدلا من استعمال البحبوحة الاقتصادية لتوفير حياة أفضل للشعب الإيراني.

موسكو تغير حساباتها

بل وعلى الرغم من ان الصواريخ الروسية الجديدة هذه سوف تثير قلقا أمنيا عميقا لدى دول الخليج العربية ولاسيما منها المملكة العربية السعودية، قال لافرورف ان الاتفاق الدولي مع إيران قد غير حسابات موسكو في علاقاتها مع طهران. من الملاحظ هنا ان الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف كان قد جمد هذه الصفقة عام 2010 كمؤشر على تضآمنه مع الغرب، لكن لافروف يأتي الآن ليؤكد ان الحاجة لمثل هذا النوع من التجميد في هذه المرحلة لم يعد ضروريا ولاسيما عندما يكون هذا الحظر خيارا روسيا طوعيا. بل وبعد ان كشف ان الصواريخ يمكن شحنها في أي وقت الآن حينما يقرر المسؤولون الروس ذلك، قال لافروف ان من الضروري جدا ان تؤمن إيران لنفسها نظام دفاع جويا فعالا خاصة ان التوترات قد زادت كثيرا في المنطقة المحيطة بها.غير أنه أكد أيضا ان صواريخ اس-300 لن تشكل خطرا على سلامة أي دولة في المنطقة بما في ذلك اسرائيل بالطبع. ولعل من المفيد الاشارة هنا الى ان قرار رفع القيود عن ارسال صواريخ اس-300 يأتي مع استعداد روسيا وغيرها من الدول الأخرى النظر بفرص العمل التجاري والاقتصادي في إيران اذا ما تم التوصل لاتفاق نووي نهائي وجرى رفع العقوبات عنها. جدير بالذكر ان صناعة الأسلحة في روسيا هي من القطاعات القليلة الناجحة في الاقتصاد الروسي المضطرب. ففي عآم 2014 كسبت روسيا 13.2 مليار دولار من مبيعات السلاح أي أكثر بمقدار 22 مليون دولار تقريبا عما كان عليه هذا الكسب عام 2013. وهنا يتعين ان نتذكر أيضا ان روسيا هي من بنى مفاعل إيران النووي قرب مدينة بوشهر.