يوم الحسم بفرنسا بين براغمتيكية ماكرون و اصرار “السترات الصفراء”

منذ بزوغ نور نهار اليوم بدأت مجموعات عدة من السترات الصفراء تتوافد على باريس وسط الترقب والحذر لما سيسفر عنه نهار اليوم السبت في فرنسا وربما في أوروبا والعالم بعد خروج موجة جديدة من احتجاجات السترات الصفراء التي بدأت في العاصمة الفرنسية باريس في 17 نوفمبر.
السلطات الفرنسية أعلنت، السبت، التعبئة العامة لهذا اليوم من حركة الاحتجاج على السياسة الضريبية والاجتماعية للرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء إدوار فيليب.
و أعلنت أنه سيتم نشر 89 ألف شرطي وعنصر درك وآليات مصفحة لتفكيك الحواجز في جميع أنحاء البلاد لتفادي تكرار حوادث الأسبوع الماضي، ووصف المدير العام للدرك الوطني ريشار ليزوري التدابير التي ستعتمد السبت بأنها غير مسبوقة.
لكن سفارات عدد من الدول أوصت رعاياها بالتزام الحذر عند تنقلهم، وتجنب الوجود في أماكن الاحتجاجات والاضطرابات من بينها سفارات عربية وغربية.
وشهدت مظاهرات الأسبوع الماضي أعمال شغب وتخريب في شوارع العاصمة الفرنسية باريس والعديد من المدن الأخرى التي شهدت عمليات سرقة ونهب، وإضرام نيران في محال تجارية وسيارات، ودارت مواجهات تحت قوس النصر والأحياء الراقية، ولا سيما جادة الشانزليزيه، وميدان التراكاديرو، وساحة الفاندوم، ومنطقة الاتوال، والحدائق والساحات المجاورة لقصر الإليزيه.
لذلك أكدت الحكومة الفرنسية أن قوات الأمن ستكون أكثر قدرة على الحركة للتجاوب بشكل أكثر فاعلية مع استراتيجية المشاغبين القاضية بالتفرق والتحرك لأن كل المؤشرات تفيد بأن عناصر سيحاولون التعبئة.
وتكرّر السلطات التنفيذية أنّها في حال تأهب قصوى، داعية الفرنسيين إلى التحلّي بالروح الجمهورية من دون أن تخفي قلقها حيال مخاطر تفاقم الوضع.
ورغم تنازل الحكومة الفرنسية بالتخلي عن ضريبة الوقود إلا أن حركة السترات الصفراء تطالب بتنازلات أكثر بما في ذلك خفض الضرائب وزيادة الرواتب وخفض تكاليف الطاقة حتى استقالة ماكرون.
حركة السترات الصفراء التي بدأها فرنسيون من الطبقات المتواضعة تنديدا بسياسة الحكومة الضريبية والاجتماعية باتت ترفع فيها شتى المطالب والاحتجاجات، وآخر المنضمين إليها طلاب المدارس الثانوية.
و بموجب قانون فرنسي عام 2008 يتوجب على جميع قائدي السيارات حمل سترات صفراء مميزة، وارتداؤها عند خروج السيارة عن الطريق في حالة الطوارئ

وفي مسعى منه للتخفيف من غضب المحتجّين التقى رئيس الوزراء إدوار فيليب وفدا مساء الجمعة في مقرّه بقصر ماتينيون، وقال بنجامان كوشي أحد أعضاء الوفد إن رئيس الحكومة يعي خطورة الوضع.
وسيتم إغلاق برج إيفل ومتحفي اللوفر وأورسي ومركز بومبيدو والمتاجر الكبرى ومسرح الأوبرا السبت، بينما ألغيت عدد من مباريات كرة القدم، وقام أصحاب المتاجر بحماية واجهات محلاتهم، فيما فرضت السلطات قيودا على حركة السير، وأغلقت عددا من محطات المترو بينما تم تحويل مسار العديد من الحافلات.
وتقول السلطات إن الاحتجاجات اختطفتها عناصر يمينية متطرفة وأخرى فوضوية تصر على العنف وتثير الاضطرابات الاجتماعية في تحد مباشر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقوات الأمن.
وتُعَدُّ هذه هي أكبر أزمة تواجه ماكرون منذ انتخابه قبل 18 شهرا، وقد ترك لرئيس الوزراء إدوار فيليب التعامل مع الاضطرابات وتقديم تنازلات.
لكنه يتعرض لضغوط للتحدث بينما تحاول إدارته استعادة زمام المبادرة بعد 3 أسابيع من الاضطرابات الأسوأ في فرنسا منذ أعمال الشغب الطلابية عام 1968.