كاستكس من كوليس الحكومة الى كرسيها

خيبت توقعات معظم المحللين ممن كانوا يرجحون بقوة تسمية اسم من اليسار او على الاقل من طاقم رئيس الحكومة السابق ادوارد فيليب على رأس الحكومة الفرنسية الجديدة لإدارة ما تبقى من ولاية الرئيس إيمانويل ماكرون.
هو جان كاستكس، الشخصية المحسوبة على اليمين الديغولي التي أعلنت الرئاسة الفرنسية، نهار الجمعة، تعيينها على رأس الحكومة، خلفا لإدوارد فيليب المستقيل قبل أقل من ساعتين.
صحيح كاستكس، المنتخب المحلي لم يتقلد أي منصب وزاري، لكنه خبير و قريب بشؤون الدولة و لا يعرف الرأي العام المحلي الكثير عنه بالرغم أنه هو من كتب الخطة الحكومية للخروج من الحجر الصحي المفروض لمواجهة تفشي وباء كورونا.
و بتسميته، يفاجئ كاستكس (54 عاما) الفرنسيين، ساسة وشعبا، فهو القادم من كواليس الحكومة الى كرسيها لقيادتها، وهو أيضا الرجل الذي استبطن اختياره تضاربا صارخا بين توجهات ماكرون لإنقاذ ما تبقى من ولايته، وبين خطواته الفعلية.
ولطالما أظهر الرئيس الفرنسي ميله لشخصية من اليسار، لاعتقاده بأن الخطر يأتي من معسكر اليمين التقليدي أكثر من اليسار المشرذم الذي يصعب عليه تحقيق انتصارات باستحقاق مهم مثل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
لم يظهر اسم كاستكس بأي استطلاعات رأي حول احتمال شخصيته مرشحة لخلافة ادوارد فيليب، كما لم يتقلد أي منصب وزاري، لكن للرجل جميع المؤهلات التي جعلته خيار ماكرون في واحدة من أصعب مراحل ولايته الرئاسية.
وبحسب مستشار وزاري لإعلام فرنسي، فإن كاستكس يمتلك العديد من المؤهلات، فهو “ممثل محلي منتخب، ينحدر من اليمين الديغولي، وهو أيضا تقني ماهر اضافة إلى ذلك، لديه جانب محبب يجعله قريبا من الناس بلهجته الغنائية ونظاراته القديمة العادية”.
جان كاستكس هو أيضا من قاد ـ في الكواليس ـ العملية الحكومية للخروج من الحجر الصحي، ولديه المميزات التي يبحث عنها ماكرون، وهو مستشار رئيسي في ديوان المحاسبة، ومقرب من الكسيس كولر، الأمين العام الحالي للإليزيه.
ووفق المستشار نفسه، فإن ماكرون كان يمتلك خيار إبقاء فيليب ادوارد، لكنه اختار شخصية لا تغطي بشعبيتها عليه، ولا تفتك منه الأضواء.

كتب جان كاستكس، بمساعدة كبار المسؤولين والمديرين السابقين للصحة العامة، وباتصال مباشر مع معظم الوزراء بالبلاد، خطة الحكومة لرفع الحجر الصحي.
وتعد خطة رفع الحجر الصحي عملية فائقة الدقة جعلت كاستكس يطلع على جميع المجالات، بينها التعليم والنقل والصحة وما إلى ذلك، مع ما يعكسه ذلك من مستوى الثقة العالي الذي يتمتع به سواء في الإليزيه أو رئاسة الحكومة.
و كاستكس يعرف جيدا كزافييه برتراند، أحد المنافسين المحتملين لإيمانويل ماكرون في انتخابات 2022، فلقد كان رئيس مكتب الأول في وزارة الصحة، ثم في وزارة العمل.
دراية ستكون ذات نفع كبير للرئيس الفرنسي في منافسته المنتظرة نحو إعادة الحصول على تذكرة إقامة جديدة في الإليزيه.
قال عنه نائب من حزب ماكرون يعرفه عن قرب، إنه “سكرتير دولة عظيم، مواضيعه اجتماعية وصحية، وهذا ما تحتاجه فرنسا حاليا”.
من جهة اخرى، ظهر اسم كاستكس ضمن قائمة شخصيات مرشحة للدخول إلى تشكيلة رئيس الوزراء السابق إدوار فيليب، حيث رشح، في أكتوبر 2018، وزيرا للداخلية بدل جيرار كولومب، قبل تعيين كريستوف كاستانير بالمنصب.
ولا يعتبر كاستكس من المقربين جدا من الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، لكنه يعرفه جيدًا، فلقد كان مستشاره الاجتماعي في الإليزيه، ثم مساعدا للأمين العام للقصر الرئاسي لبعض الوقت.
كما تم ترشيحه لقيادة الحملة الرئاسية لساركوزي في عام 2012، قبل أن يختار الأخير المحافظ غيوم لامبرت للقيام بالمهمة.

اجتماع الاتحاد الأوروبي لبحث أزمة تركيا وفرض عقوبات جديدة ضد انقرا

صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، الأربعاء، إن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجتمعون في 13 جويلية لبحث موضوع تركيا، موضحا إلى إمكانية بحث فرض عقوبات جديدة على أنقرة
و قال لو دريان، أمام جلسة في البرلمان، “بناء على طلبنا سيُعقد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 13 جويلية لبحث مسألة تركيا على وجه التحديد.. و كان الاتحاد الأوروبي قد فرض بالفعل عقوبات على تركيا لقيامها بالتنقيب في المنطقة الاقتصادية لقبرص. ربما يجري النظر في فرض عقوبات أخرى
و بدأت فرنسا الاربعاء المنقضي بتحركات أوروبية لعزل تركيا عقابا على التدخل العسكري في ليبيا و إغراق هذا البلد بالمرتزقة
و دعت فرنسا التي تشهد علاقتها مع تركيا تدهوراً على خلفية الملف الليبي، الاتحاد الأوروبي الى إجراء مناقشة “بلا حدود” بشأن علاقته مع تركيا و الإثنين المنصرم، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”اللعبة الخطيرة” التي تمارسها تركيا في ليبيا، معتبرا أنها تشكل تهديدا مباشرا للمنطقة وأوروبا
و أكد ماكرون، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التونسي قيس سعيد في باريس، إن ” تركيا تلعب لعبة خطيرة في الأزمة الليبية تناقض كل الالتزامات التي أعلنتها في مؤتمر برلين، مشيرا إلى أنه يجب وقف التدخلات الخارجية والتصرفات أحادية الجانب من قبل أنقرة”.
و قال ماكرون: لن نقبل بالدور الذي تلعبه تركيا ونقلها للمرتزقة السوريين إلى ليبيا، لافتا إلى أنه تحدث في وقت سابق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة الأزمة في ليبيا.