السترات صفراء تواصل الإحتجاجات و قد تنظم “الزرقاء” للمظاهرات

أصر السترات الصفراء على الإستمرار في المظاهرات غداً السبت، للأسبوع السادس على التوالي، في مشهد جديد يثير قلق السلطات الفرنسية، حيث هددت نقابات الشرطة الفرنسية بالانضمام إلى السترات الصفراء تحت مسمى :السترات الزرقاء.
وقبل ساعات من انطلاق الموجة السادسة للإحتجاجات صادقت الجمعية العامة الفرنسية (البرلمان)، صباح اليوم، على تدابير طارئة إستجابة لحركة السترات الصفراء، فيما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إستجابته لمطالب المتظاهرين في رسالة إليهم، في محاولة أخيرة لإحتواء غضب محتجي السترات الصفراء.
ميدانياً، ذكرت وسائل إعلام فرنسية أن عملية إخلاء الميادين وتفكيك المخيمات لا تزال مستمرة في أنحاء البلاد، كما تم نشر قوات إضافية إستعداداً لـلموجة السادسة من الإحتجاجات.
إلى ذلك، ذكرت محطة “إل. سي. إي” الفرنسية أن صفحات الإحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للحشد غداً في 14 مدينة، بين منطقة باريس وحدود البلاد والمدن الكبرى، منها (ليل، وتولوز، وبوردو، وليون) في الجولة السادسة لاحتجاجات الصفراء” غداً السبت.
واقترح مؤسس الحملة إيريك دوريت على مواقع التواصل الإجتماعي التجمع في الشوارع الصغيرة في باريس، كما اقترح التجمع في قصر فرساي، مشيراً إلى أن نقطة الإلتقاء قابلة للتغيير، إلا أنه من بين المواقع المقترحة للتجمع ساحة الأوبرا في باريس.
و أشار دوريت إلى أن 14 ألف فقط أعلنوا رغبتهم في المظاهرات، وهو عدد أقل بكثير من الأسابيع الماضية.
بدوره، أشار وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنر إلى أن هناك مسؤولية جسيمة لأولئك الذين يريدون مواصلة الحركة، معتبراً أن هذا الأمر سوف يتوقف تماماً.
وأضاف كاستنر أن وزارة الداخلية على استعداد لتولي فرساي، ولكن يمكن أن يكون التجمع في مكان آخر، لكون الحركة أعلنت عدة إقتراحات لمكان التجمع.
فيما أعلن رئيس بلدية إيفلين أن قصر فرساي ومحيطه سيكون مغلقاً يوم السبت كإجراء وقائي.
وحول الإستعدادات الأمنية، أعلن نائب وزير الداخلية الفرنسية لوران نونيز أنه سيتم حشد قوات الأمن نفسها خلال الأسبوع الماضي، إذ تم حشد 65 ألف جندي في أنحاء البلاد، بينهم 8 آلاف من عناصر الأمن في باريس من قوات الأمن الجمهوري، وفرق الشرطة المتنقلة، كما تم نشر 14 مركبة مدرعة لقوات الدرك.
و في سياق متصل، هدد أصحاب السترات الزرقاء ماكرون بمواصلة إحتجاجاتهم وإنضمامهم إلى السترات الصفراء إذا لم يستمع إلى مطالبهم، خصوصًا فيما يتعلق بالإقتطاع من الميزانية الأمنية.
وجاءت إحتجاجات السترات الزرقاء، والمقصود بها الشرطة الفرنسية، والتي إستمرت على مدار يومين في أعقاب 5 أسابيع من احتجاجات السترات الصفراء، وتوقفت اللإحتجاجات بعدما توصلت نقابة العاملين في الشرطة إلى إتفاق مع الحكومة الفرنسية بوقف الإضراب الذي شمل إغلاق مراكز الشرطة في بعض المناطق، بإستثناء الحالات الطارئة.
وتضمن الإتفاق زيادة رواتب الشرطة بحوالي 120 يورو للأفراد، و150 يورو للضباط، كما ستكون هناك مكافآت وعلاوات للإداريين والفنيين تصل إلى 300 يورو.
من جانبها، أشارت صحيفة “ليزيكو” الفرنسية إلى أنه بعد استجابة الحكومة الفرنسية بسرعة لمطالب الشرطة بزيادة رواتبهم ما بين 120 و150 يورو شهريًا، تتجه النقابات في القطاع العام لتصعيد الضغوط على الحكومة بهدف رفع الأجور، ومن بين أبرز القطاعات المتأثرة بتجميد الأجور قطاع التعليم وقطاع الصحة وموظفي البلديات والموظفين الإقليميين.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الفرنسية تعمل على تجنب انتشار عدوى المطالب المهنية في وقت حساس مع تحرك السترات الصفراء المتواصل منذ أكثر من شهر، والذي كانت شراراته زيادة الضريبة على المحروقات وتدهور القدرة الشرائية.
أقر البرلمان الفرنسي بإمكانية أن تدفع الشركات مكافأة إستثنائية معفاة من الضرائب للموظفين الذين يتقاضون حتى 3600 يورو، وإتخذ القرار بغالبية كبيرة ثم تم عرضه على مجلس الشيوخ.
وجاء القرار إستجابة لقرار الحكومة بتشجيع الشركات على منح حتى 31 مارس، هذه المكافأة المعفاة من الضرائب بالكامل حتى ألف يورو ويستفيد منها الموظفون الذين يتقاضون أقل بثلاث مرات من الحد الأدنى للأجور، أي أن يصل إلى 4563 يورو مجمل دخلهم سنوياً قبل الضرائب والاقتطاعات في عام 2019.
من جهتها، ذكرت مجلة “لونوفل أوبسيرفاتير” الفرنسية أن مجلس الشيوخ صادق، عقب موافقة البرلمان على تدابير استثنائية رامية لاحتواء أزمة السترات الصفراء، خلال جلسة برلمانية إستمرت أكثر من 13 ساعة في نقاش محتدم، مشيرة إلى أنه خلال عملية التصويت وافق 153 صوتاً، بدعم من الأغلبية لحركة “الجهورية إلى الأمام”، وحركة “مودم”، وحزب “الاتحاد من أجل الجمهورية”.
فيما غاب الحزب الاشتراكي (يسار)، والغالبية العظمى من حزب الجمهوريين (يمين)، في المقابل صوت حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) ضد القرار، فيما إمتنع البعض الآخر عن التصويت.
بدورها، اعتبرت وزيرة العمل الفرنسية مورييل بينيكو أن هذه المكافأة لا تحل كل المشاكل.. بالطبع، لكن يستفيد منها أكثر الموظفين تواضعاً.
من جهته، إستجاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمطالب السترات الصفراء في رسالة طويلة بثها على موقع ” شانج دوت أورج”، وهي المطالب التي دعت إليها بريسيليا لودوسكي، في عريضة لاقت توقيع مليون و158 ألف فرنسي، لتخفيض أسعار المحروقات.
وكتب ماكرون متوجها إلى موقعي العريضة : تلقيت رسالتكم، وأنا أجيب عليها بشكل مباشر، أنتم على حق. كما وصف الإلتماس الذي يورد عدة طرق لمحاربة التلوث الناتج عن الوقود الأحفوري دون الحاجة إلى زيادة الضرائب بأنه تشريع المواطنين.
وذكر الرئيس الفرنسي الموقعين بأن حكومته ألغت الضريبة، وأن لا زيادة في أسعار الوقود أو الكهرباء خلال فصل الشتاء، وأنه يمكن لربّ العمل أن يقرر بشأن منح المكافأة حتى 31 جانفي.
وأكد ماكرون أن خفض إستهلاك الوقود الأحفوري الذي يسهم بالتغير المناخي هو ضرورة، مضيفاً أنه لا يجب أن يتعارض حل مشكلات العالم مع حل مشكلات نهاية الشهر، في إشارة إلى غضب حركة السترات الصفراء حول كلفة المعيشة في فرنسا وصعوبة تأمين الإحتياجات الأساسية.
ورداً على تنديد أصحاب السترات الصفراء بالفجوة بين الشعب وقادته، أجاب ماكرون : التزامي السياسي يأتي من رغبتي في إغلاق هذه الفجوة، وإختتم رسالته بتحية : تصرف المواطن في إشارة إلى لودوسكي.
وتعتبر وسائل الإعلام الفرنسية لودوسكي الشرارة الأولى للإحتجاجات بعد إطلاقها عريضة حظيت بتوقيع الملايين، ثم إنضمت إلى مطلق الدعوة إريك دويت سائق شاحنة نقل ثقيل، ثم التقيا بوزير الانتقال البيئي فرنسوا روجيه في 28 نوفمبر الماضي.
إلى ذلك، أشارت صحيفة “لوموند” الفرنسية إلى أن وفاة الضحية التاسعة للسترات الصفراء منذ إندلاع الإحتجاجات 17 نوفمبر الماضي، موضحة أن هؤلاء القتلى لا يسقطون خلال المواجهات في الإحتجاجات نفسها، ولكن في حوادث متفرقة متصلة بها، بإستثناء واحد قتل داخل المظاهرات في اليوم الأول.
ومن بين الفعاليات التي إقترحتها الحركة تعطيل الشاحنات لإغلاق الحدود الفرنسية مع الدول المجاورة، بينها إسبانيا وبلجيكا.